بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

أندر الأمراض

يطلق اسم "المرض النادر" على الأمراض التي تصيب عينة قليلة من البشر، إلا أن العدد الذي يتم اعتباره محدداً لهذه العينة غير متفق عليه عالمياً، فبينما تعتبر الولايات المتحدة الأميركية المرض نادراً إذا كان عدد المصابين به أقل من 200 ألف شخص، نجد أن اليابان تعتبر الحد هو 50 ألف شخص، أما الاتحاد الأوروبي فيعتبر أن المرض نادر إذا لم يتجاوز عدد المصابين به 250 ألف شخص في الاتحاد الأوروبي بأكمله، وليس ضمن دولة واحدة فقط منه

وبالرغم من تضارب الآراء حول هذا الموضوع، و الأمراض التي سأذكرها تُعد من الأمراض البالغة الندرة، والتي لا يتجاوز عدد المصابين بها أكثر من 200 شخص في العالم بأكمله، وهي تشمل

 مرض مورغيلونس

ويشكو من هذا المرض 14 ألف شخص حول العالم ، وتظهر عوارضه من خلال بزوغ ألياف سوداء وحمراء وزرقاء من الجلد ، مع شعور بالوخز.

ويترافق هذا المرض مع إحساس بالتعب وفقدان للذاكرة وآلام في المفاصل، وينبع اسمه من المنطقة التي ظهر فيها للمرة الأولى في فرنسا ، عندما قضى على بعض الأطفال إثر بزوغ شعر أسود من جلدهم في القرن السابع عشر



 مرض بروجيريا
ويعرف هذا المرض بـ " الشيخوخة المبكرة "
حيث يبدو المصابون به وكأنهم من كبار السن رغم أنهم في الواقع أطفال، ويؤثر المرض على أشكال المرضى ، حيث تكون رؤوسهم صغيرة وعيونهم جاحظة ، ويفقدون شعرهم بسرعة ، وغالباً ما يؤدي المرض إلى وفاة المصابين في أعمار مبكرة



 مرض التحسس من المياه
ويُعتقد أن هناك 30 مصابة بهذا المرض حول العالم ، وتظهر عوارضه عادة في فترة متقدمة ، وتنتج عن خلل هورموني يصيب النساء عند الولادة ، وهو يتسبب للمرضى بحكة شديدة تترافق مع آلام حادة في الجلد عند الاستحمام أو حتى شرب المياه



 مرض التحدث بلغات غريبة
ويسجل الطب 60 حالة من هذا المرض حول العالم ، حيث يجد المرضى أنفسهم يتحدثون بلغة يعجز أحد عن فهمها ، وكان يعتقد أن المرض أساسه نفسي ، غير أن دراسات حديثة ذهبت إلى أنه عبارة عن خلل في الدماغ يؤدي إلى تبديل لفظ الكلمات والحروف



مرض الضحك المميت
ويطلق عليه بعض العلماء اسم " كورو"
وكان يقتصر على أفراد قبيلة " فور " في غينيا الجديدة ، ويظهر من خلال انخراط المريض بنوبة مفاجأة من الضحك الهستيري ، لتبدأ بعدها أشهر من المعاناة ، تبدأ بآلام في المفاصل وفقدان القدرة على النطق السليم

وتنتهي العوارض بوفاة المرضى الذين تظهر في أدمغتهم فجوات بعد تشريح جثثهم ، وقد قام الطبيب الأمريكي ، كارلتون جودسيك بدراسة المرض ، وخلص إلى أنه بدأ ينتشر بعد قيام أفراد القبيلة بأكل جثث المصابين، وقد أدى هذا الاكتشاف إلى وقف عادة أكل الجثث، ما تسبب باختفاء المرض عام 1976 ، ونال جودسيك جائزة نوبل للعلوم


مرض تحول المفاصل إلى عظام
وقد ظهر لمرة واحدة عام 1938 لدى الأمريكي هاري إيستلك ، الذي بدأ يفقد القدرة على الحركة تدريجياً حتى بات عاجزاً عن تحريك أي عضو باستثناء فمه بعمر 39 عاماً ، وقد قام إيستلك بعد وفاته بالتبرع بهيكله العظمي للأبحاث العلمية الخاصة بدراسة المرض ، وهو معروض حالياً بمتحف فيلادلفيا



متلازمة أليس في بلاد العجائب
وهو مرض يصيب الحواس ، بحيث يجعل المرء يعتقد أن ما يراه أو يسمعه أو يلمسه أصغر بكثير مما هو عليه في الحقيقة ، كما قد يشعر أن جسده صغير للغاية أيضاً ، ويتسبب المرض لصاحبه بصداع الشقيقة القوي

وقد استوحى الأطباء اسم هذا المرض من قصة " أليس في بلاد العجائب " التي تواجه فيها البطلة ظروفاً مشابهة ، ورغم أن الجدل الطبي حول ما إذا كان كاتب القصة ، لويس كارول ، يعاني من هذا المرض غير محسوم بعد ، إلا أنه كان بالتأكيد يشكو من صداع الشقيقة الدائم



 مرض بروفيريا
على الرغم من ندرة هذا المرض ، إلا أن شهرته تنبع من تعرض الملك الإنجليزي المجنون جورج الثالث له في القرن الثامن عشر ، وتظهر عوارضه عبر تحول البول إلى اللون البنفسجي ، بسبب تعقيدات تؤثر على إنتاج الجسم لبروتين " هيمي " الضروري لكريات الدم الحمراء

ومن عوارضه أيضاً التحسس من الشمس ، وظهور آلام في الأجزاء السفلى من الجسم ، ونمو الشعر على الجبهة ، ويعتقد أن ماري ملكة اسكتلندا ، والرسام الهولندي فان غوغ ، وملك بابل القديمة نبوخذ نصر ، تعرضوا لهذا المرض



 متلازمة بيكا
وهي كلمة لاتينية تعني الشراهة ، حيث يقبل المصابون بهذا المرض على أكل كل ما يعترض طريقهم ، حتى الطلاء والأوساخ



 متلازمة موبيوس
وهو مرض جيني نادر للغاية ، ويظهر من خلال شلل يصيب كامل عضلات الوجه ، بحيث يعجز المرضى حتى عن إغماض أعينهم أو تحويل أنظارهم ، ويترافق المرض مع تشوهات في عظام الأرجل ، أو نقص خلقي في عدد الأصابع



مرض غياب الشعور بالألم

هو مرض وراثي نادر لا يتعدَّى عدد المصابين به، المسجلين طبياً، أكثر من 20 شخصاً حول العالم، وهو مرض يجعل المصاب به لا يحسّ بأي ألم (جسدي) يذكر، بدءاً من الإحساس بوخزة صغيرة وصولاً إلى الآلام الحادة كألم الحرق أو الكسروالجدير بالذكر أن هذا لا يعني غياب حاسة اللمس، فالمرضى يفرقون بين الجسم البارد والساخن، إلا أنهم لا يشعرون بالألم من جراء لمس سطح ساخن جداً مثلاً

الرجل الذئب

 والذي تتمثَّل أعراضه في كونه يجعل المصاب به مغطَّىً بالشعر على جسده كاملا في أحيانٍ أخرى، قد لا يكون الشعر منتشراً على جميع مناطق الجسم، إلا أنه يظهر على مناطق غير مناسبة أبداً، كالوجه مثلاً، حيث يغطي الشعر الوجه كاملاً حرفياً، بما في ذلك الأنف والشفتان يقدَّر عدد المصابين بمرض فرط الشعر بـ100 شخص فقط حول العالم، وتجدر الإشارة إلى أنه يصيب الإناث والذكور على حدٍ سواء، ليجبر المصابين به على أن يعيشوا حياة قاسية جداً لما يلاقونه من سخرية من المجتمع المحيط مع ذلك، فإننا نجد بعض الأشخاص الذين استطاعوا استغلال هذا المرض من أجل كسب قوت عيشهم، والذين نذكر منهم المكسيكي "لاري غوميز" الذي استطاع كسب شهرة لا بأس بها عن طريق عمله في السيرك، بالإضافة إلى المثال الأكبر، وهو "بيتروس غونسالفوس" الذي وُلد في جزر الكناري في القرن السادس عشر، والذي يعتبر أول شخص مسجَّل حامل للمرض في التاريخ، وكان يستغل مظهره الغريب، لزيارة ملوك وملكات أوروبا في ذلك الوقت، والذين لدهشتهم واستغرابهم، وشعورهم بالغبطة لرؤية إنسان مختلف، كانوا يمطرونه بالهدايا والمكافآت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  لماذا يختلف البشر وما الدور الذي تلعبه الجينات في ذلك ؟ هل تسائلت يومًا ما الذي يجمعنا كلنا كبشر؟ جميعنا نختبر نفس المشاعر ونستخدم نفس أدو...