بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 4 ديسمبر 2020

الفوبيا


تعريف الفوبيا

الفوبيا أو ما يسمى بالرهاب هو رد فعل مصحوب بخوف مفرط وغير منطقي، يحس فيه المريض بخوف عميق أو ذعر عندما يواجه مصدر هذا الخوف أو العامل المحفز له، ويمكن أن يكون الخوف من مكان أو موقف أو شيء معين، وعلى عكس اضطرابات القلق العامة، عادة ما يرتبط الرهاب بشيء محدد ومستمر

ويتراوح تأثير الرهاب من مزعج إلى معيق شديد، إذ غالبًا ما يدرك الأشخاص الذين يعانون من الرهاب أن خوفهم غير منطقي، لكنهم لا يقدرون على القيام بأي شيء حيال الخوف ومصدره، ويمكن أن تؤثر مثل هذه المخاوف على الأداء بالعمل والمدرسة والعلاقات الشخصية

أنواع الفوبيا

لا توجد قائمة رسمية بأنواع الفوبيا كما لا يوجد حصر بمصادرها ومسبباتها ومحفزاتها، لذلك يقوم الأطباء والباحثون بتكوين اسما لكل فوبيا حسب الحاجة، بالجمع بين كلمة فوبيا والمصدر المحفز والمسبب لها

كما حدد دليل الأمراض النفسية فإن أشد حالات الفوبيا هي

فوبيا المساحات

رهاب المساحات أو الخوف من الأماكن هو ببساطة خوف من الأماكن أو المواقف التي لا يمكنك الهروب منها، ويخشى الأشخاص الذين يعانون من فوبيا الأماكن أن يكونوا في حشود كبيرة أو محاصرين خارج المنزل، لذا غالبًا ما يتجنبون المواقف الاجتماعية تمامًا ويبقون في منازلهم بمعزل عن الزحام

يخشى العديد من الأشخاص الذين يعانون من رهاب المساحات من الإصابة بنوبة ذعر في مكان لا يمكنهم الهروب منه، وتزاد الخشية على من يعانون من مشاكل صحية مزمنة كأزمات التنفس من من أن تأتيهم حالة طوارئ طبية في مكان ما لا تتوفر فيه المساعدة

الفوبيا الاجتماعية

يشار إلى فوبيا الاجتماع أيضًا باسم اضطراب القلق الاجتماعي، وهو قلق شديد متعلق بالمواقف الاجتماعية ويمكن أن يؤدي إلى العزلة الذاتية المستمرة، كما قد تشتد فوبيا الاجتماع لدرجة أن أبسط التفاعلات البشرية العادية كالطلب في مطعم أو الرد على الهاتف، يمكن أن تسبب ذعرا للفرد، غالبًا ما يذهب الأشخاص الذين يعانون من الفوبيا الاجتماعية في طرق مختلفة عن طرق الناس لتجنب المواقف العامة كما عادة ما ينغلقون على أنفسهم

فوبيا اللسان

يُعرف هذا بقلق الأداء، أو الخوف من التحدث أمام الجمهور، ويعاني الأشخاص المصابون بهذه الفوبيا من أعراض جسدية شديدة حتى لمجرد تفكيرهم في التواجد أمام مجموعة من الأشخاص

 فوبيا المرتفعات

هو الخوف من المرتفعات، يتجنب الأشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب الجبال أو الجسور أو الطوابق العليا من المباني، وتشمل الأعراض الدوار والدوخة والتعرق والشعور وكأنك ستفقد الوعي أو أن تفقده بالفعل

فوبيا الأماكن المغلقة

 هو خوف من الأماكن المغلقة أو الضيقة، يمكن أن يكون رهاب الأماكن المغلقة الشديد معيقا جدا خاصة إذا تطور الأمر وصار الخوف يمنعك من الركوب في السيارات أو المصاعد

فوبيا الطيران

 يُعرف هذا أيضًا بالخوف من الطيران، ويخاف الأشخاص فيه من ركوب الطائرات ظنا منهم أن مصيرها الحتمي هو التحطم، رغم أن الطائرات هي أقل نسب حدوث حوادث من بين وسائل النقل الأخرى

فوبيا الأسنان

هي الخوف من إجراءات طبيب الأسنان، ويتطور هذا الرهاب بشكل عام بعد تجربة غير سارة في عيادة طبيب الأسنان، ويمكن أن يكون ضارًا إذا منعك من الحصول على رعاية الأسنان اللازمة الدورية

الهيموفوبيا

أو رهاب الدم أو الإصابة المصحوبة بخروج دم، وقد يغمى على الشخص المصاب برهاب الهيموفوبياعند ملامسته لدمه أو دم شخص آخر

 فوبيا العناكب

وهو يعني الخوف الشديد من العناكب لدرجة تصل إلى الدخول في نوبات هياج تصل لدرجة الإغماء

فوبيا الزواحف

 يخشى الأشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب الثعابين وغيرها من الزواحف

 فوبيا الظلام

هو خوف من الليل أو الظلام، يبدأ دائمًا تقريبًا كخوف نموذجي في مرحلة الطفولة، وتتطور في مرحلة المراهقة وتعد رهابا

أنواع غريبة للفوبيا

أنواع الفوبيا

على الرغم من كثرة الدراسات الطبية والإحصاءات حول الفوبيا إلا أن مازال هناك أنواع جديدة تظهر لفترة وتفرض نفسها على الواقع الطبي والإنساني أبرزها

فوبيا المرايا
فوبيا الصوت العالي
فوبيا الأرقام
فوبيا الشباب
فوبيا الهواء الطلق
فوبيا التراب
فوبيا البالونات
فوبيا الكلمات الطويلة
فوبيا التقيؤ

الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الفوبيا

قد يكون الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للقلق معرضين بشدة لخطر الإصابة بالفوبيا، يبدو أن العمر والحالة الاجتماعية والاقتصادية والجنس عوامل خطر لبعض أنواع الفوبيا دون غيرها، على سبيل المثال، النساء أكثر عرضة للإصابة برهاب الحيوانات، أما الأطفال أو الأشخاص ذوي الوضع الاجتماعي الاقتصادي المنخفض هم أكثر عرضة للإصابة بالفوبيا الاجتماعية، والرجال يشكلون غالبية الذين يعانون من رهاب الأسنان ومن الأطباء عموما

أسباب الفوبيا

من أهم مسببات الفوبيا، العوامل الوراثية والبيئية، فالأطفال الذين لديهم أقرباء يعانون من اضطراب القلق معرضون لخطر الإصابة بفوبيا يمكن أن تؤدي لعواقب مؤلمة

وهناك ارتباط بين من يعاني من حالات طبية مستمرة أو مخاوف صحية وبين حدوث فوبيا لهم، كما توجد نسبة عالية من الأشخاص الذين يصابون بالفوبيا بعد حدوث إصابة شديدة للدماغ وأخيرا يرتبط تعاطي المخدرات والاكتئاب أيضًا بوجود فوبيا

أعراض الفوبيا

تختلف أعراض الفوبيا عن الأمراض النفسية الخطيرة مثل الفصام، ففي الفصام، يعاني المريض من هلوسة بصرية وسمعية، وأوهام، وجنون العظمة، أما الفوبيا فبرغم كونها غير منطقية إلا أن الأشخاص الذين يعانون منها لا يفشلون في اختبار الواقعية

أكثر أعراض الفوبيا شيوعًا وتعطيلًا هي نوبة الهلع، وتتضمن ميزات نوبة الهلع الناتجة من فوبيا ما يلي

تسارع النبض
ضيق في التنفس
سرعة الكلام أو عدم القدرة على الكلام
جفاف الفم
اضطراب المعدة
ارتفاع ضغط الدم
رجفة بالجسم
آلام في الصدر مع ضيق
إحساس بالاختناق
شعور بالدوار أو الدوخة
غزارة العرق
شعور بالهلاك الوشيك

هل الوقاية من الفوبيا ممكنة؟

نعم الوقاية من الفوبيا ممكنة وتتم بتثقيف الناس بهذا المرض، ليتعاملوا معه ويعلموا كيف يعاملون أحبائهم المصابين، ويستهدف التثقيف بالمقام الأول الأفراد المعنيين الآخرين كمعلمي الأطفال لتكون لديهم أدوات فعالة في منع حدوث الفوبيا أكثر من أي وقت مضى

علاج الفوبيا

يمكن أن يتضمن علاج الفوبيا سلوكيات علاجية أو أدوية أو مزيجًا من كليهما

 العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو العلاج الأكثر شيوعًا للفوبيا،ويقوم على تعريض الشخص لمصدر الخوف في بيئة مراقبة لمراقبة سلوكياته وتقييم أدائه الدوري لزيادة أو تقليل محفزات الخوف لديه، هذا العلاج يمكن أن يطمئن ويقلل من القلق

ويركز العلاج على تحديد وتغيير الأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة وردود الفعل السلبية للحالة الخائفة، باستخدام تقنيات العلاج السلوكي المعرفي الجديدة يتم وضع المريض في واقع افتراضي لتقريب الشخص من مصدر رهابهم بأمان دون الحاجة إلى وضعهم بشكل واقعي مع محفزات الخوف

  العلاج الدوائي

يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق في تهدئة ردود الفعل العاطفية والجسدية للخوف، وفي كثير من الأحيان، يكون الجمع بين الأدوية والعلاج المهني هو الأكثر فائدة

كيف يطمئن مريض الفوبيا نفسه؟

هناك طرق يمكن للأفراد الذين يعانون من فوبيا العمل بها من أجل التغلب على مخاوفهم، وتشمل هذه الاعتراف بالفوبيا والتحدث عنها، والامتناع عن تجنب المواقف التي قد تكون مرهقة لهم، وتخيل أنفسهم دائما يواجهون مخاوفهم، مع إعطاء عبارات إيجابية لأنفسهم مثل “سأكون على ما يرام”، ففرص العلاج تزيد عندما يتم دمج طرق المساعدة الذاتية مع العلاج النفسي لفترة وجيزة، بل قد يحقق مرضى الفوبيا تحسنًا كبيرًا في أدائهم تجاه محفزات الخوف

نصيحة

إذا كنت مصابًا بفوبيا، أو كان طفلك مصابا بواحدة، فمن المهم طلب العلاج، فقد يصير التغلب على الرهاب أمرًا صعبًا في وقت تالٍ، والتعافي يبدأ من خلال العلاج الصحيح بمعرفة طرق إدارة مخاوفك وجعل حياتك راضية منتجة دون خوف من أي شيء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  لماذا يختلف البشر وما الدور الذي تلعبه الجينات في ذلك ؟ هل تسائلت يومًا ما الذي يجمعنا كلنا كبشر؟ جميعنا نختبر نفس المشاعر ونستخدم نفس أدو...